السابع: الشعوبيّة النثريّة في الأندلس- عصر الطوائف والمرابطين:
يتحدث الدكتور إحسان عبّاس في كتابه "تاريخ الأدب الأندلسي؛ عصر الطوائف والمرابطين"، عن تلك النزعة الشعوبيّة، ويرى أنَّ الثورة على العرب، لم يُصرَّح بها، إلا بعد أن دُوِّلت الطوائف؛ حيث يقول: " فأما حين استقلت، دوّلت الطوائف، فقد أصبح التصريح بالثورة العنصرية على العرب أمراً ممكنا"
ويرى أنَّ هذه العنصريّة تمثلت في النثر، "وكانت الرسالة النثرية هي القالب الذي استغل للتعبير عن تلك الثورة" (9)
(أ) أصداء رسالة ابن غَرسِيَة في "تفضيل العجم على العرب":
"ففي ظل أبي الجيش مجاهد العامري أحد الموالي الصقالبة نشأ أبو عامر أحمد بن غرسية، أقوى صوت شعوبي في الأندلس، بل لعله الصوت الوحيد الذي سمعناه وكان أبو عامر نفسه حسما ذكر ابن سعيد، من أبناء نصارى البشكنس سبي صغيرا وأدبه مجاهد مولاه (المغرب 2: 406 - 407)، وظلَّ على موالاته لابن مجاهد الملقب إقبال الدولة (المغرب 2: 355)، وكانت بينه وبين أبي جعفر بن الجزار صحية أوجبت أن استدعاه من خدمة المعتصم بن صمادح ملك المرية، مفندا رأيه في ملازمة مدحه وتركه ملك بلاده (المغرب 2: 408).
وفي رسالته هذه إليه أعلن عن شعوبيته فذم العرب وافتخر بالعجم بني قومه. [ مما أدى إلى]:
1-"وأغلب الظن أن الجزار رد عليه، ونقض كلامه، ففسدت الصداقة بينهما حتى هجاه ابن غرسية بقوله:
بطرفة تعلم أصلا له ... عربت فسلها فما تنكر
ومثل بها وضما مائلا ... وشفرة جزر ولا أكثر
تجر ذيول العلي تأثما ... وجدكم الجازر الأكبر
2- رد عليه آخرون برسائل مطولة، ومنهم من كان من معاصريه ومنهم من جاء بعد عصره، فمن معاصريه:
- أبو جعفر احمد بن اللدودين ألبلنسي.
-وابن من
القروي سمي رده " حديقة البلاغة ".
- وابن آبى الخصال، في رسالة سماها: " خطف البارق وقذف المارق في الرد على ابن غرسية الفاسق".
وممن رد عليه بعد زمن طويل وفي عصر الموحدين:
-أبو يحيى بن مسعودة.
- والفقيه أبو مروان عبد الملك بن محمد الأوسي.
- وابن الفرس.
- وعبد الحق بن فرج.
- وأبو الحجاج اليلوي.
- وهنالك رد لمجهول نحسبه معاصرا لابن غرسية".
(ب) قيمة الرسالة:
"ويتجلى من هذا أن قيمة رسالة ابن غرسية في الأدب الأندلسي ليست قيمة في ذاتها وإنما هي بمقدار ما أثارته حولها من ردود، وتدل كثرة الردود من جانب واحد على رسالة واحدة، أن الشعور بالعروبة كان قويا في الأندلس على مدى الزمن، وأن السند الشعوبي لم يكن على شيء من القوة الأدبية".
(ج) افتخار ابن غرسيه بالعناصر غير العربيَّة:
1-"أنهم ليسوا بعرب ذوي أينق جرب، حيثُ "يستهل ابن غرسية رسالته متهكما بابن الجزار " ذي الروي المروي، الموقوف قريضه على حللة أرش اليمن بزهيد الثمن، كأن ما في الأرض من إنسان إلا من غسان أو من آل حسان " . ويتهمه بأنه إنما انقطع لمدح الأمراء من العرب إزراء منه على " الصهب الشهب [الذين هم] ليسوا بعرب ذوي أينق جرب ".
2- "ولا يميز ابن غرسية في فخره بين مختلف العناصر غير العربية، فهو يفخر بالأكاسرة وبني الأصفر وبقومه أنفسهم ذوي الأرومة الرومية والجرثومة الاصفرية، ويفتخر بقدومهم وسري أنسابهم لم يحترفوا الحرف المهنية ويتجمد بشجاعتهم " إذا قامت الحرب على ساق وأخذت في اتساق " وإنهم فخر النادي" شدهوا برنات السيوف وبربات الشنوف وبركوب السروج عن الكلب والفروج ".
3- ويذكر إنهم ذوو نزعة أرستقراطية في ملبسهم ومسلكهم، فلا هم رعاة غنم، ولا غراس فسيل.
4- وينسب إليهم العلوم الفلسفية، " ذوو الآراء الفلسفية الأرضية، والعلوم المنطقية الرياضية، كحملة الاسترولوميقي والموسيقى، والعلمة بالارتماطيقى والجومطريقى، والقوة بالألوطيقى والبوطيقى " ؟.. " ما شئت من تدقيق وتحقيق، حبسوا أنفسهم على علوم البدنية والدينية، لا على وصف الناقة الفدنية ". (10)
(د) ثلبه للعرب، وانتقاصه منهم:
1-"ويصغر في مقابل ذلك من شأن العرب فينعتهم بأنهم رعيان يجلبون المواشي
2- حرفهم دنيئة.
3- يهتمون بالخمر والقيان.
4- يلبسون الخشن من الثياب.
5- ويأكلون أردأ المطاعم.
(هـ) فخره بالنبي العربيِّ؛ لكي يتستر على ما قاله،
" لكن الفخر بابن عمنا، الذي بالبركة عمنا، الإبراهيمي النسب، الإسماعيلي الحسب " ويقول: " بهذا النبي الأمي لفاخر من تفخر، وأكاثر من تقدم وتأخر، الشريف السلفين، والكريم الطرفين " . ويختم الرسالة بمثل ما بدأها به من الإنحاء على ابن الجزار لأنه لا يفقه وجه الصواب ويقول له: " فأذهب يا غث المذهب، وابتغ في الأرض نفقا، أو في السماء مرتقى، فهذه ألية جلبت عليك بلية " .
(و) أسلوب رسالته الشعوبيّة:
1-"ونلحظ في أسلوب الرسالة أن ابن غرسية جعله مسجعا تتفاوت فقراته في الطول، حتى تختلف أحياناً كل سجعتين، وأنه كان يبدأ أكثر فقراته فيها بكلمتين مسجوعتين، ثم يأخذ في التفصيل، كأن يقول: بصر صبر..شمخ بذخ.. وضح رجح.. حلم علم.. "
2-وهكذا، وبهذه الفواتح المزدوجة قيد الذين ردوا عليه واضطرهم إلى تناولها واحدة اثر واحدة. ومهما يكن من شيء فان السياق العام في هذه الرسالة يجعلها غريبة الوقع والموسيقى بالنسبة للنثر الأندلسي قي ذلك العصر".
(ز) ردُّ ابن الدودين البلنسي:
1-"افتتح رسالته بالسباب فقال: اخسأ أيها الجهول المارق، والمرذول المنافق، أين أمك، ثكلتك أمك وما علمت أنك سحبت من عقالك لعقالك، وقدمت أول قدمك، لسفك دمك، وبسطت مكفوف كفك لسلطان حتفك؟. " ويرى ابن الدودين أن غرسية لا يستحق الصلب، ويأسى على أنه ليس في حضرته أقيال ورجال ذوو حمية ليعاقبوه على ما تورط فيه " لكنك بين همج هامج ورعاع مائج " ويهدده بأنه سيعيد عليه فسحة الأرض العريضة ضيقة، ويرده إلى قومه وهو محلوق القفا محتزم بالزنار.
2-ثم يأخذ في توجيه الأوصاف التي أسبغها ابن غرسية على قومه وصرفها عن مواضعها، فإن كان قال فيهم: " رجح وضح " قال له ابن الدودين: " رجح الاكفال، وضح كذوات ربات الحجال " ؟وان قال: " علم حلم " وجه ابن الدودين هذا بقوله: " علم بالتداوي من القرم ومنافع القلم، حلم عن كل مجاوز الحلم " .
3- ثم يذمهم بعدم الغيرة وإباحة الفروج، ويرد إليه المعايب التي الصقها بالعرب واحدة بعد واحدة. فإذا قال أن العرب حاكة برود اتهمه بأن قومه هم كذلك: " فناهيك من الغفارة الإفرنجية إلى الديباجة الرومية والنسبتان بذلك تشهدان" ؛ وإذا عير العرب بسوء المطعم نفى ذلك وأردفه بقوله: " على أن لا افتخار في مشرب ولا في مطعم لعرب ولا لعجم" .
4-وحتى يأخذ مأخذ الأنصاف يقر لهم بعلم الطبائع وينكر عليهم علم الشرائع، ويصحح مفهوماته في بعض ما نسبه للعرب، وينزع عن قوم ابن غرسية صفات الفروسية التي الحقا بهم، ويضيفها إلى العرب: " مجالسهم السروج، وريحانهم الوشيح، وموسيقاهم رنات الردينيات، وطوبيقاهم السريجيات " ، ويوغل في هذا إذ يجد مجال القول ذا سعة.
5- ويختم رسالته بان يعيب ابن غرسية لأنه جاهل كشف عورات آله الأعاجم بضعف نظره وقصور منطقه".
(ح) ردُّ ابن من
القروي:
1-" أظهر له فضل العرب حين ربته وليدا وعنيت بتخريجه وحسنت من ثقافته وعلمته اللغة التي بها يصول على العرب ويجول، وهذه مسألة لم يتنبه لها صديقه ابن الدودين في رده.
2- ويحاول ابن من
أن ينفذ إلى أمور دقيقة حين يذهب إلى أن ليس للسخاء بالرومية اسم ولا للوفاء في العجمية رسم.
3-ويبتكر صفات مسجوعة لقومه العرب كالتي زعمها ابن غرسية لقومه من العجم، جاعلا صفاتهم مزدوجة في كلمتين فهم مثلا "سمر قمر" .
4- ثم يتحدث عن بأس العرب وتغلبهم على الأكاسرة والقياصرة وعن غزو القسطنطينية.
5-ويجري مجرى ابن الدودين في توجيه الصفات التي ذكرها ابن غرسية لقومه وفي صرفها عن وجهها. فإذا قال ابن غرسية إن قومه " ملس لمس " قال ابن من
: " انتم كما وصفت ملس لمس، لا تغيرون ولا تغارون، ولا تمنعون ولا تمتنعون، قلوبكم قواء، وأفئدتكم هواء، وعقولكم سواء، قد لانت جلودكم، ونهدت نهودكم، واحمرت خدودكم، تحلقون اللحى والشوارب، وتتهادون القبل في المشارب " . وواضح كيف ألح كل من الرجلين ابن الدودين وابن من
على ناحية الغيرة وعلى غمز ابن غرسية في هذه الناحية غمزات لاذعة.
5-ويكاد ابن من
يتفوق على صاحبه ابن الدودين في شدة التدقيق والاستقصاء، وفي النفاذ إلى الأمور فيدل بذلك على قوة ملكه وسعة اطلاعه.
إلا أنه حين يصل إلى الفخر بالعلم يسقط سقطة شديدة، إذ يقول: " وفخرت بالرياضية والأرضية، صدقت ونبت عني في الجواب، هي كالرياض سريعة الذبول، كثيرة الجفول؟. وكالأرض الأريضة، ذات العرصة العريصة؟ وأما الاسترلوميقي الهندسية، فعلم عملي مبني على التقاسيم والتراسيم، وكله آلات للحالات، وأدوات للذوات، ومساحات للساحات " .
وإذ كان هذا العلم كذلك فهو في رأي ابن من
علم أصحابه من العمال الممتهنين، والعرب بعيدة من المهنة. ولا يفرق القروي بين علم الهيئة وعرافة العرب، فيدعي أنه علم لهم فيه اليد الطولى.
6- ويبين فضل العرب في معرفة الشهور والأيام وانهم جمعوا علم الطب في كلمتين.
7- ثم يتحدث عن ميزتهم في الغناء واللحون ليثبت فضلهم في الموسيقى. " وأما الالوطيقى واللوطيقى فهنالك جاءت الأحموقى والاخروقى وظهر عجز القوم وبان أنهم أغمار ليس فيهم إلا حمار " .
ويختم الدكتور إحسان عبّاس، حديثه عن الشعوبيّة، في المجال النثريِّ، وكيف استطاع الشعوبيون، أن يناظروا العرب به، لكنه يشير إلى أن تلك المناظرات، ما بين الكتّاب، من كلا الفريقين، وخاصّة الشعوبيّة، لم تكن سوى افتئاتات، وقذف كاذب، يقول: "ويبين هذا الموقف القائم على المناظرة افتتات كل فريق، وتحيله بشتى ضروب الحيل لتوجيه الأمور وجهة تلائم نظرته ومنطقه، وإذا كان من شيء في هذا الضرب من الجدل، فهو تنكبه جادة المنطق والذهاب مع التعميم والتمويه، والسفسطة واللجوء إلى الغمز واللمز والسباب المكشوف. وقد أصبح الموضوع معرضا لإظهار البراعة في الرد، حين تناوله الناس بعد عصر ابن غرسية، ومجالا للتجارب الأسلوبية".(11)
حديث أخير: "في الشعوبيّة ثم في أفضليّة جنس العرب"
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية – رحمه
–(12): » فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة : اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم ، عبرانيهم وسريانيهم ، روميهم وفرسيهم وغيرهم « .
ثم قال (13): » وأن قريشاً أفضل العرب ، وأن بني هاشم أفضل قريش ، وأن رسول
صلى
عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفساً ، وأفضلهم نسباً « .
وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم لمجرد كون النبي صلى
عليه وسلم منهم ، وإن كان هذا من الفضل . بل هم في أنفسهم أفضل ، وبذلك يثبت لرسول
صلى
عليه وسلم أنه أفضل نفساً ونسباً ، وإلاَّ لزم الدور .
ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها : هذا مذهب أئمة العلم ، وأصحاب الأثر ، وأهل السنة المعروفين بها ، المقتدى بهم فيها ، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها .
فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة ، زائل عن منهج السنة ، وسبيل الحق .
وهو مذهب أحمد ، وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وعبد
بن الزبير الحميدي ، وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا ، وأخذنا عنهم العلم ، وكان من قولهم : إن الإيمان قول وعمل ونية . وساق كلامًا طويلًا .. إلى أن قال : ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ، ونحبهم لحديث رسول
صلى
عليه وسلم ( حبُّ العرب إيمان ، وبغضهم نفاق ) .
ولا نقول بقول الشعوبية ، وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ، ولا يقرون بفضلهم ، فإن قولهم بدعة وخلاف . ويروى هذا الكلام عن أحمد نفسه « .
ثم قال (14): » وذهبت فرقة من الناس أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم , وهؤلاء يُسَمَّوْنَ الشعوبية ؛ لانتصارهم للشعوب ، التي هي مغايرة على جنس العجم . وهؤلاء يسمون الشعوبية ؛ لانتصارهم للشعوب ، التي هي مغايرة للقبائل كما قيل : القبائل : للعرب ، والشعوب : للعجم . ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب . والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق إما في الاعتقاد ، وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس ، مع شبهات اقتضت ذلك . ولهذا جاء في الحديث : ( حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ) .
وفي رأيي المتواضع أن الشعوبيين من الفرس والأتراك يحقدون على الإسلام من خلال الطعن بالعرب، ويحقدون على العرب من خلال التشكيك بالإسلام.
ثم قال (15): » مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ، ونصيب للشيطان من الطرفين ، وهذا محرَّم في جميع المسائل ، فإن
قد أمر المؤمنين بالاعتصام بحبل
جميعاً ، ونهاهم عن التفرق والاختلاف ، وأمرهم بإصلاح ذات البين « .
ثم قال (16): » فإن
تعالى خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها ، ثم خصَّ قريشاً على سائر العرب بما جعل فيهم من خلافة النبوة ، وغير ذلك من الخصائص « .ثم قال(17): » وسبب هذا الفضل – و
أعلم – ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم . وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع ، وإما بالعمل الصالح ، والعلم له مبدأ ، وهو قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ وتمام وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة . والعرب هم أفهم من غيرهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة . ولسانهم أتم الألسنة بيانًا وتمييزًا للمعاني ، جمعًا وفرقًا ، يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع .. « .
وقال – رحمه
–(18): » وقد ثبت عنه صلى
عليه وسلم أنه قال : إن
اصطفى كنانه من بني إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم . فأنا خيركم نفساً وخيركم نسبًا .
وجمهور العلماء على أن جنس العرب خير من غيرهم ، كما أن جنس قريش خير من غيرهم ، وجنس بني هاشم خير من غيرهم . وقد ثبت في الصحيح عنه صلى
عليه وسلم أنه قال : ( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ) .
لكن تفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم أن يكون كلُّ فرد أفضلَ من كل فرد ، فإن في غير العرب خلقاً كثيراً خيراً من أكثر العرب . وفي غير قريش من المهاجرين والأنصار من هو خير من أكثر قريش . وفي غير بني هاشم من قريش وغير قريش من هو خير من أكثر بني هاشم « .
وقال – رحمه
– (19): » إن بني هاشم أفضلُ قريش ، وقريشًا أفضلُ العرب ، والعربُ أفضل بني آدم .وقال (20): » فغلب على العرب القوة العقلية النطقية ، واشتق اسمُها من وصفها فقيل : عرب من الإعراب ، وهو البيان والإظهار ، وذلك خاصة القوة النطقية .. ولهذا كانت العرب أفضل الأمم ... « .
الحواشي والمصادر والمراجع
(1) تاج العروس من جواهر القاموس: الزبيدي. تحقيق: عبد الستّار أحمد فراج. ص(3/143-144). الكويت: مطبعة حكومة الكويت، 1965.
(2) أساس البلاغة: الزّمخشري. تحقيق: محمد باسل عيون السّود. ص (1/509). لبنان: بيروت، دار الكتب العلميّة، ط1.
(3) العصر العبّاسيُّ الأوَّل: شوقي ضيف.(الشعوبيّة والزندقةُ)، ص74 مصر: دار المعارف، ط6.
(4) السابق : (الشعوبيّة والزندقةُ)، ص75.
(5) البيان والتبيين (1 /1043).
(6) الأغاني: الأصفهاني. تصحيح: أحمد الشنقيطي (ج4 ص120)، مصر: مطبعة التّقدم.
(7) مصادر ترجمته: تهذيب اللغة للأزهري (1/30)، سير أعلام النبلاء للذهبي (13/296) وتراجم أخرى .
(
العقد الفريد: تحقيق عبد المجيد الترحيني. الجزء الثالث- ص ص356 ، 357 لبنان: بيروت، دار الكتب العلميّة، 1983
(9) تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين). إحسان عباس. ص 171. لبنان: بيروت، دار الثقافة، ط2، 1978
(10) السابق: ص 171-173
(11) السابق: ص 173-176
(12) » اقتضاء الصراط المستقيم « ( 1 : 419 ).
(13) نفسه ( 1 : 420 ).
(14) نفسه ( 1: 421 )
(15) نفسه ( 1 : 422 )
(16) نفسه ( 1 : 431 )
(17) نفسه ( 1 : 447 )
(18) مجموع الفتاوى: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى : 728هـ). ص( 19 : 29 ) تحقيق: أنور الباز - عامر الجزار. دار الوفاء، ط 3، 2005 م.
(19) » مجموع الفتاوى « ( 27 : 472) » (20) مجموع الفتاوى « ( 15 : 431 )
منقول للفائدة